كيف عاشت الشاعرة الجزائرية آنّا غريكي (1931 – 1966) تحوّل المدينة وتغيّر سكانها، وهي التي اختارت الثورة الجزائرية رغم كونها امرأةٍ أوروبيةٍ في بلادٍ مُستَعمَرة؟ كيف خَبِرت الصباحات الهادئة والإطلالة البحرية لمدينة الجزائر، بعد أن عرفت الاعتقال لأزيد من أربع سنوات في سجن “سركاجي” بأعالي نفس المدينة؟
من بين كل القصائد والأناشيد التي كُتِبت عن لحظة الاستقلال الجزائرية، سنة 1962، تظل قصيدة “الحياة” من ديوانها الأول “الجزائر وعاصمتها الجزائر” الذي صدر سنة 1963 أقربها إلى قلبي، وأعتقد أنه أقربُها إلى روح اللحظة، فكما قد تكون الحرب صمتاً بين تفجيرين، قد نعيش سلام الاستقلال كصباحٍ مألوفٍ “تستعيدُ فيه الطقوس عافيتها”.. تُشير المُترجمة الثانية لغريكي، الشاعرة لميس سعيدي، إلى أن هذا الديوان قد يكون أول ديوان شعر جزائري في الاستقلال وعنوانه شبيه بـ “مانيفستو” يُعلن عن اللحظة ويرسم إقليمها..
قاطعت في هذه الرسومات ثلاث قصائد من المانيفستو، وحاولت أن أمُدَّ الخطوط التي كتبت بها الشاعرة صورها، هي التي نجحت في تعشيق ما تبقى من الملحمي والمؤلم لسنين الثورة على قماش يومياتها بعد الاستقلال، تماماً كقولها “سيكون الفرح متوفراً لكننا لن ننسى ما حدث”..
*أُخِذَت الأبيات المستعملة من قصائد ترجمتها لميس سعيدي.