تتلاقى خطى الجالسين في ساحة آليتي، وسط الجزائر العاصمة، عند 13 كرسي حديدي وأمام سربٍ من الحمام. يُقابلهم الأفق وجزء من خليج المدينة، تحت أقدامهم شريط القطار وبعده الميناء، وخلف ظهرهم هيكل مبنى كبير تقوم به الأشغال منذ سنوات: ذلك فندق السفير (آليتي سابقاً).
تتقاطع الأصوات والصور، بعضها يُلتقط اليوم والبقية تطفو على سطح الأنترنت أرشيفاً من فترة الاستعمار، مع شهادات الناس سواء كانوا عابرين أم قاطنين.. لكن لا وجود للصور سوى في الكلمات والأصوات، تترك خديجة -وهي مصورة في الأصل- الكاميرا جانباً وتستعمل المسجل لتصنع بطاقتها البريدية الصوتية الحيّة.. لتصنع “بطاقة بريدية تتعدّى السياحة”، لوجوه الناس وأحاسيسهم إذ جلسوا بُرهةً في ساحةٍ عامة.
وككل قصص المكان في الجزائر، تتعدّد أسماء المحلاّت بتغيّر الزمان وتختلف الروايات بشأن تاريخ الأمكنة خلال الحروب فتتحرّك تفجيرات وأحداث بضع شوارع، أو بنايات، لتجعل قنبلة ما تنفجر في غير مكانها.