أحسن مكان تختفي فيه،
هو المكان العام. إزاي؟
تأخذ بعضك وتروح مكان عام.
زي جنينة أو قهوة أو مكان مفتوح.
وانت قاعد حاول تركز على الأصوات إللي بتسمعها.
وتنقل تركيزك من الأفكار إللي في ذهنك للأصوات دي.
فصّص الأصوات إللي بتسمعها صوت ورا الثاني.
من غير ما تخلي صوت فيهم يأخذ انتباه أكثر من الثاني.
إسرح في تفاصيل الأصوات اللي انت بتسمعها.
يعني مثلا: لما حد يعدي جنبك بيتكلم،
ماتركزش بس في معنى الكلام إللي بيقوله.
إنما حاول تركز في نبرة صوته وفي عمقها، وفي ترددها.
ولما عربية مزعجة مثلا تعدي جنبك،
حاول تفكر في صوت الموتور،
والأصوات الثانية إللي طالعة من العربية.
ولما تسمع صوت راديو جاي من بعيد.
ماتفكرش بس مثلا في إسم الأغنية،
إللي الراديو بيبثها دلوقتي…
أو إسم المغني أو المغنية…
إنما حاول تركز في صوت الموجة نفسه وفي نقاؤه.
وحاول تسمع الخروشات إللي بتيجي دايما مع الأغنية،
أو مع كل أغنية بتاعت راديو.
افتكر دايما إنك لازم تحط الأصوات دي كلها على مسافة واحدة منك.
دي حاجة مهمة جدا.
مفيش صوت لازم ياخذ مساحة إنتباه أو تركيز أكثر من الثاني.
هتلاقي إن أكبر صعوبة هتقابلها هي إنك تسمع الأصوات نفسها.
لإن الأصوات دي بتجيب معاها أفكار وانطباعات وذكريات.
وكل واحد فيهم بياخذ جزء من تركيزك وانتباهك.
علشان كده حاول ترجع دايما ثاني للأصوات إللي انت بتسمعها.
وافتكر دايما، إن مهمتك إنك تسمع بس.
مش إنك تفكر في اللي انت بتسمعه.
شوية بشوية هتغطس أكثر في التفاصيل الصوتية إللي حواليك.
تفصيلة هتاخدك لتفصيلة ثانية وصوت هياخدك لصوت ثاني جنبه.
وشوية بشوية هتبتدي تكتشف،
إن صوتك الداخلي، بدأ يتلاشى.
بنفس المعدل إللي انت قاعد تغطس بيه في التفاصيل إللي حواليك.
ولما تنجح في الآخر إنك تسمع المكان، كله على بعضه…
هتكتشف إن المسافة إللي ما بينك وبين الأصوات دي، بدأت تقل.
وإن إنت بقيت جزء من المكان ده.
وهتاخد بالك إن كل إللي حواليك مابقوش واخدين بالهم منك.
وإنهم بيعدوا وبيروحوا وبييجوا وهم مش شايفينك.
