كالكثير من العائلات التي طرقت أبوابها الحروب والصراعات, فَقَدت أسرتك أرشيف الصور العائلي.
في البداية, لن تشعر بأهمية هذا الفقدان, لكن بعد وقت لن تتمكن من التهرب من خوض رحلة إعادة تجميع ألبوم الصور العائلي.
تبدأ الرحلة ببحث ذاتي في الملفات ومحافظ الجيب ثم في الأقراص الصلبة أو الليزرية القديمة إن توفرت, ويصل البحث حتى صفحات الانترنت, تلك المتخصصة بتخزين الملفات أو مشاركتها, والأخرى المتخصصة بالتواصل الاجتماعي والبريد المرسل والمستقبل, وهنا قد تصل لبعض الصور التي ستشكل نواة الألبوم العائلي البديل.
حين تتوسع دائرة البحث أكثر, وتبدأ بطرق أبواب الخالات والأعمام من أجل سؤالهم عن صورة من الزمن الماضي, عليك أن تأخذ بعين الاعتبار أن ما سينتج عن بحثك هذا هو مجموعة من الصور التي ستكون فيها ضيفاً على صور الآخرين, ضيفاً على أعياد ميلادهم وأعراسهم ورحلاتهم, وأنك بكل الأحوال لن تكون وأفراد عائلتك أبطالاً في هذه الصور..
من جهة أخرى ستكتشف أن ألبومك العائلي الجديد سيضم صوراً لأشخاص لم تكن تعتقد أنك ستحصل على صورهم في يوم ما, حيث أنهم لم يكونوا موجودين في الأرشيف القديم, كأعمام وعمّات الأبوين أو أصدقائهم القدماء الذين لم تلتق بهم من قبل.. وبكل الأحوال, ستحتفظ بهذه الصور مع مجموعتك, كصور قيّمة, قد لا تقلّ قيمتها عن صورك الشخصية.
في الغالب, كل الصور التي تصل من المساهمين ستكون صوراً ذات جودة رديئة, فهي غالباً صورٌ قديمةٌ مطبوعةٌ ثم مصورةٌ مرة أخرى بواسطة المحمول عن الصورة الأصلية, لكن وصولها إليك وحده يكفي لكي تحتفظ بها بكل حرص. ولو توفرت لديك الإمكانيات المعرفية لإصلاحها, ستجد نفسك تبذل جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً لإعادة تعديلها على الفوتوشوب .فتزيل الإطارات التي تحيط ببعضها والمتمثلة بمفارش الطاولات التي تم تصويرها عليها, وتحاول إلغاء انعكاس ضوء الفلاش ولمعانه السيء عن بعضها الآخر.
لا تيأس إذا أرسل لك بعض الأقارب الصورة ناقصة, فالبعض سيرسل لك فقط وجهك مقتطعاً من الصورة الأصلية التي قد تضم أفراداً من عائلتهم, فكل هذا هو لدواعي الخصوصية الشخصية.. ستفرح بالصورة بذات القدر, وستعود بك فوراً, كأي صورة كاملة, إلى لحظة التقاطها زماناً ومكاناً وحدثاً..
في نهاية عملية التجميع, ستحصل على ألبومك العائلي الافتراضي البديل, يمكنك أن تطبع صوره وتجمعهم في ملف واحد, غالباً لن يكون كبيراً, لكنك ستواجه مشكلة صغيرة؛ ستضيع التواريخ, وصورك هذه هي عبارة عن فوضى زمنية .
لا تقلق, ستلجأ إلى الحدس أو إلى التحليل العقلي المنطقي في محاولة ترتيبها زمنياً.. وستنجح..
كلنا نعلم أن الصور العائلية القديمة بل وحتى الحديثة منها هي ليست مجرد صور, لهذا, وخلال بحثك وتجميعك للأرشيف الجديد عليك أن تكون مستعداً لألّا تنجرف للعيش في الماضي.
استخدم أرشيفك الحالي لتعيش لحظة جميلة في الحاضر؛ دع شخصاً تحبه يشاركك في مشاهدة الصور, أو قارن بين صور طفولتك وبين أطفالك الحاليين.
وإذا وجدت بالصدفة صورة لي من بين تلك الصور، لا تنسى إرسالها لي، فأنا أيضاً أعيد جمع ألبوم صور عائلي..