“صرة ثقيلة من المفاتيح/ غير مرئية/ تنزلق… كل ليلة كل صباح/ وتضع/ سداً هائلًا/ على قلبي الباكي.”
درية شفيق*
من دفاتر يوميات العزلة التي بدأت في نهايات عام 2019 واستمرت قرابة بدايات عام 2021
“ليس لدي معارف أو أحد يهتم بي”
ظل محمد نجيب -أول رئيس لجمهورية مصر (يونيو 1953- نوفمبر 1954)- حبيس فيلا المرج حتى أمر الرئيس الأسبق أنور السادات بإطلاق سراحه عام 1971. يقول نجيب في مذكراته: “قال لي السادات: أنت حر طليق، لم أصدق نفسي. هل أستطيع أن أدخل وأخرج بلا حراسة؟(…) لم أصدق ذلك بسهولة(…) وكنت أخشى أن أقترب من أحد حتى لا يختفي. وأتحاشى زيارة الأهل والأصدقاء حتى لا يتعكر صفو حياتهم”. وعندما سأله بعض الإعلاميون كيف يخرج من جديد إلى الحياة اليومية قال وقتها:”إلى أين أذهب بعد 30 سنة لم أخرج فيها إلى الحياة. ليس لدي معارف أو أحد يهتم بي”. عن الويكيبيديا.
أصابته جائحة: بَلِيَّة- تَهْلُكَة- دَاهِية
في خريف 2020 أصبحت سرعة تفشي وباء كوفيد 19 -في موجته الثانية- لا تتجاوز الأربعين يومًا، بينما كانت سرعته خلال الموجة الأولى قرابة الأربعة أشهر، إن لم تخني الذاكرة. فرضت الجائحة العزلة على البلاد والأفراد. ولم يعد خلو الشوارع أمرًا غير مألوفًا مثل عزلتي التي عانيت منها، لتوقف أنشطة الورش الفنية وخروجي على المعاش. أصبح “الآن” هو “ما مضى” المعُاش حاليًا؛ وكأنني أعيد اختبار مشاركة عزلة درية شفيق (1908-1975) من جديد.
“أيا دانتي / قارن جحيمك (…) / بهذا التعذيب”
الجحيم بالنسبة لي -الآن- هو الرطوبة والحر، ودانتي سيسخر مني بالتأكيد، ودرية بداهة. والتعذيب الذي تتدرج مستوياته وتتصاعد دائمًا نحو مستويات غير مسبوقة.
الابتعاد عن الآخرين
انتبهت اليوم (الأحد) إلى مرور أكثر من أربعة أشهر وأنا لم أغادر بيتي. كنت أشعر بالتعب ولا أنام جيدًا، وأحلمُ بكوابيس مرعبة –كان الإغلاق ساري المفعول منذ عدة أشهر- كان لابد أن أدرب نفسي على التعامل مع الإجراءات الاحترازية ضد الفيروس، روتين يومي ينبغي متابعته بدقة، وخاصة عند طلب مشتريات المنزل.
أتذكر الآن الأيام الأولى من الوباء. كان الموضوع مبهمًا، حالات وفاة غير معروف سببها، ثم قرار العزلة و”خليك في البيت”. هي أيضًا -درية شفيق- ظلت بالبيت. هل كان وضعنا مشابهًا لوضع درية؟ في أي جانب منه؟ هي لم ترغب في عزل نفسها في البداية، ولم تكن هناك جائحة. ماذا فعلت خلال وباء الكوليرا العاشر الذي اجتاح مصر عام 1947؟ وماذا نفعل نحن؟
انقطاع عن العالم
أصبحنا -أو بالأدق أصبحت أغلب الدول- مثل سجن كبير. لقد صدر قرار “الإغلاق” -وهي كلمة تُستخدم كإجراء أمني عقب حدوث اضطرابات، خاصة في السجون، وامتد معناها لتعني تقييد الحركة داخل منطقة ما أو الوصول إليها- من أجل مصلحة السلامة العامة أو الصحة.
العزلة
اليوم (الأربعاء، أغسطس 2020) رأيت صورة لدرية شفيق على الإنترنت وأردت أن ألون خلفيتها وأظافرها وشفتيها باللون الأحمر. (عندما يزداد توتري أحب أن ألوّن الصور الفوتوغرافية بعد طباعتها في البيت).
لست متأكدة من دقة التاريخ المدوّن في مفكرتي. صديقات في سني، أو أصغر مني، يختلط عليهن اليوم، بسبب عزلة البيت.
في غرفة درية
خلال هذه الجائحة، تقاطعت عزلتي الإجبارية وعزلة درية شفيق الاختياريةـ بدت بعض قصائدها، خاصة التي كتبتها في زمن الشيخوخة والعزلة والاكتئاب (دواوين مع دانتي في الجحيم” الثلاثة”) كأنها كُتبت الآن.
كنتُ قد حصلت على منحة فنية فقررت -في نهايات سبتمبر 2020– تيسير ورشة عبر الإنترنت عن شعر درية وعزلتنا. دعوت عددًا من الفنانات المصريات (جهاد، سارة، وسهير) للورشة. كانت مغامرة -وكأني لاشعوريًا قررتُ تحدي العزلة؟-
هذه أول مرة أيسّر ورشة تخص الكتابة، وعلى الإنترنت.
بعثت لهن بعناصرها: شعر درية -الشيخوخة- عدم الاتزان- المرض- العزلة والانعزال- المدينة- اختلاف الزمن- المكان- تحجيم الحركة- عناصر الغرفة- الخارج (أي خارج) في علاقتنا بأنفسنا وبشخصيات واقعية ومتخيلة نهتم بها.
خلال حواراتنا، التي لم تكن منتظمة في البدايات، بدأت صورة العزلة تتكون كالجدارية بطبقاتها المتعددة: عزلة الاكتئاب -حين لا نريد مغادرة غرفة نومنا، وغالبا تكون مظلمة- ونتجاهل باقي أجزاء الشقة. العزلة من أجل الشفاء. عزلة العجز عن التواصل. بعضنا يميل للعزلة حتى يمكنه ممارسة أنشطة يحبها مثل الرسم والكتابة.
عزلة اختيارية وعزلة إجبارية
نتحدث في الورشة (نوفمبر2020) عن الفرق بين العزلة الاختيارية والعزلة الاجبارية. تحدثتُ عن حالة الرعب الشديد التي تنتابني لفكرة الاضطرار إلى النزول للشارع. القلق من التواجد في التاكسي. أشارت سهير إلى دور تقدمنا في السن -الذي لا تعاني منه جهاد وسارة- وكيف أن التكنولوجيا تعزلنا عن الأجيال الشابة. “مع السن الواحد بيحس إنه قليل الحيلة”. لم أتمكن من النوم فقررت مشاهدة فيلم أحبه: “أليس في المدن” للمخرج الألماني فيم فندرز.
بالأمس (السبت، أواخر نوفمبر2020) حلمتُ بدرية شفيق وأليس وفيليب وينتر بطلي الفيلم. كنت كأنني في مشهد سينمائي داخل مشهد سينمائي آخر؛ مثل حكايات ألف ليلة وليلة. يبدو أن فكرة لعب الأدوار قد أعجبتني فرأيت نفسي أليس، وطلبت من درية أن تلعب دور فيليب وينتر، إنها مثله تجتر ماضيها في مذكراتها وأشعارها وانفعالاتها وتاريخها -ربما تجتر فعل قاس- أو ربما بدأت أتقمص نظرة أليس المتعجبة في بداية التعرّف على فيليب.
قلت لها: سأكون أنا أليس وأنتِ فيليب وينتر؛ لكنها لزمت الصمت.
– هه، درية، ألم تمليّ هذه الغرفة؟
فأخذت تنظر إليّ باستغراب، ثم قالت: تريدين أن أقرأ لك من كتاب نازلي حفيدتي؟ (أنا طفلة على أعتاب المراهقة يا درية، ولست مثل نازلي في السنة الخامسة، لكن لما لا، ما دامت ستخرج من الغرفة؟).
أجلس بجانبها على الأريكة القرمزية، أحب ملمس القطيفة، ناعمة كصوتها.
الكتاب عريض وضخم؛ أحاول أن أرسمه في مفكرتي، لكن يشغلني شكل أصابعها وهي تقلب الورق، وصوتها الهامس ونطقها الباريسي للغة الفرنسية.
– هل تعرفين أنني كنت كنت أتحدث مع والدتي باللغة العربية عندما كانت تكلمني بالفرنسية؟
صمت. يتوتر الجو.
– لست والدتك، أنا بنت النيل، أنتم لا.
– نعم أعلم، أنتِ من طنطا.
تدير رأسها بعيدًا عني.
– نعم. تذكرت، في طنطا “الشوارع قذرة والوجوه كالأشباح” قلتِ لي هذا من قبل.
فجأة تقف وتتجه إلى غرفتها وهي تقول لا أعرف لماذا تحبين لعب دور أليس وتتركين لي دور فيليب وينتر، مصور يعاني من عجزه عن الكتابة.
– ويقول إنه شخص ممل وغير مثير للاهتمام.
– نعم، وتسمين ملاحظاته “شخبطة” -كانت قد أصبحت بجوار النافذة تنظر للسماء وربما لنجمة هناك- هل تعتقدين أن شِعري شخبطة؟
– مممم.. أفكرُ، لك طريقة خاصة في إظهار غضبك وتوترك وأنت تكتبينه بالقلم الحبر.. أو جاف؟ (أعتقد لم يكن يُستخدم وقتها -لا تخلطي الأزمنة يا أليس- غالبًا حبر وربما قلم باركر فأنت تحبين الأناقة الفرنسية).
يبدو أنها لا تنتظر إجابتي. هي تعتبر نفسها شاعرة وتقول: “حاجتي لكتابة الشعر لا تقل عن حاجتي للتنفس!”.
اليوم التالي
هذا صباح أغرب ليلة مرت بي. لقد واصلت في منامي حلمي السابق مع درية شفيق. يبدو أنها كانت قد أغلقت باب غرفتها ولم تخرج منذ أربعة أيام؛ وأنا يأكلني الفضول والرغبة في معرفة ما تفعله. لن أكتب بقية الحلم الآن.
هل العزلة مثل النداهة؟ أستعيد ذكرى خبر موت الممثل الهندي عرفان خان يوم الأربعاء 29 أبريل، أي بعد 49 يومًا من عزل نفسي في البيت كإجراء احترازي. وجدت نفسي أعود للفرجة على بعض أفلامه. كانت عودة لبعض تقاليد ما قبل الكورونا. أتذكر بشكل خاص سعادتي بمشاهدة فيلمه “علبة الغداء”(The lunch box). بعد مشاهدتي الجديدة لفيلم عرفان خان “علبة الغداء”، أرى ضرورة تسجيل بقية حلمي بدرية شفيق.
“أليس في المدن”
عودة -في ديسمبر 2020- للحلم بدرية وبطلي فيلم فيم فيندرز؛ اقترحتُ على درية تغيير الأدوار. يبدو أنني تسرعت. كيف سأكون درية وفيليب وينتر معًا؟ منذ قرابة 4 سنوات وأنا أتَتبعها. رأيت صورًا كثيرة لها في مراحل عمرية مختلفة. أعترف أن بعضها أسرني وبعضها أثار استيائي أو استغرابي.
– وأنا سأكون أليس؟
لم أشعر بها وهي تأتي لغرفة الطعام وتجلس أمامي بملابسها البسيطة المألوفة لتحَتسي قهوة الصباح.
– تجربة مثيرة بالنسبة لك، أليس كذلك؟
ترمقني بنظرة يختلط بها الحزن والرقة والتحدي:
– d’accord. اذهبي أنت لنزهتك اليومية مع صديقك النيل فَرؤيته “تبدد كل الكوابيس” ولا تنس الكاميرا البولورويد.
أنْهض بسرعة وألتَقط الكاميرا من المكتبة خلف الفوتيِه (سأريكم رسمًا سريعًا لهما فيما بعد فأنا منهمكة في تقمص دوري).
Hey attends pas si vite. قلتي لعم أحمد -أحمد محمد طه، طباخ درية شفيق- ماذا سنأكل إنهارده؟
ابتسم برقة متحفظة ولا أجيب سوى بإيماءة، فأنا الآن درية وفيليب وينتر معًا. ويلائمني البنطلون والبلوزة، أما درية/أليس فهل ستحب العودة لارتداء الفستان؟ هل ستعود للضفيرتين والشريط الستان في ضفائرها؟
أنا في معضلة حقيقية: كيف أتناغم مع درية وفيليب وينتر؟ لا أتصور أن درية تحتاج حقًا أن تستحضر فيليب، فهي تحرص على “صورتها”، تسرعي ورّطني، وأين أنا منهما؟ لا أعرف لمَ قررت أن أكون الاثنين معًا، فيليب وحده كان يكفي.
ساعات مظلمة
ترجمتُ (في ديسمبر 2020) قصيدة لدرية شفيق تلائم أجواء الجائحة أو كوفيد 19.
ساعات مظلمة
مسيرة بطيئة/ من سنوات سجن/ شبح الملل/ صباحات طويلة ضائعة/ في هوة السنوات/ صباحات… لا تنتهي أبدًا/ اليأس الذي يتربص/ لم أرغب فيه أبدًا/ لكنه هنا/ وتحديه الجهنمي.
الست المعزولة فى بيتها
في فبراير 2021، اتفقنا على الكتابة عن “الست المعزولة فى بيتها 30 يومًا”. تناقشنا في أهمية التفاصيل التي تخص مكان الشقة وطبيعتها ومناخها. ما هو مكان “الست” المفضل، الغرفة بالبلكونة؟ أي النوافذ تظل مغلقة؟ ما هو شعورها تجاه مرور الوقت. هل تهتم بالأكل؟ هل تتمسك بملابس معينة، وهل يعبر هذا عن العزلة؟ ما هو إحساسها باليوم، بجسمها؟
بعد بضعة أيام، أنجزت أول نص لي في الورشة:
30 يومًا في 62 مترًا مربعًا
إنه يوم من أيام نوفمبر. البرد في الغرفة. السحب عالقة في سماء زرقاء والشمس عالقة خلفها. هل ترى عيناي ما أود أن أقوله؟ الوقت ليس عصرًا، بل أقرب للظهر. مرة أخرى في غرفتي أتذكر الأيام الأولى من شهر إبريل لهذه السنة الكئيبة.
سحب صفراء مخيفة تتحرك نحوي. أراها تتساقط وتنقّض على غرفتي وملابسي. الغبار والكورونا أو كوفيد 19. فيروس أسوأ من الأنفلونزا الأسبانية في القرن الماضي. كنت قد قلتُ لنفسي ينبغي أن أكتب عن كل يوم خلال هذا الشهر -وربما خلال الفترة التي سيفرضها الوباء عليّ- كيف فرض وجوده الخفي، وضاعف من انعزالي بعزلة لا دخل لإرادتي فيها.
أحاول استدعاء اللحظات والأسابيع التي فُرض فيها العزل عليّ. أتذكر أنني تجنبت الخروج والاتصال بالتليفون لأي طلبات، وقررت التعامل مع الموجود في البيت -على الأقل خلال أول أسبوع- مرة أخرى أتذكر بول أوستر وكتابه “اختراع العزلة”. الآن ينحصر ترحالي في الانتقال من الغرفة للصالة والمطبخ والحمام. أتخيل نفسي أتعامل مع ضرورات اليوم كأن لا شيء قد تغير، لكنني لا أعرف لماذا ربطت حالة الانعزال بالابتعاد عن البلكونة. كنت قد بدأت أحب احتساء القهوة باللبن فيها وتأمل المباني والأشجار أمامي. هل لرغبتي في استبعاد أي تفكير في ما هو خارج بيتي؟
ذات يوم التقطت ورقة أمامي ونظرت في ظهرها. وجدت صورة لقصيدة “ساعات مظلمة” لدرية شفيق. أي ساعات يمكنني أن أقول إنها “مظلمة”؟ أحاول أن أتقمص شخصية درية، فلا أحتاج الآن إلى تذكّر الاكتئاب (رغم أنه دائمًا عابر معي). أعرف -وإن كانت الكلمة غير دقيقة- اكتئاب صديقات وأصدقاء.
أقول: أشعر باكتئاب وبحزن شديد عند الصحيان لا أنهض فورًا من سريري. أجلس وأسند ظهري عليه. عدة خطوات للحمام لكنني لا أريد أن أنهض الآن. الصداع يحاورني وقصيدة الأمس -ساعات مظلمة- لا زالت في ذهني رغم أنني كتبتها على عجالة. خواء ولا شيء. ضيق، وروحي مأخوذة. هل توجد كلمات لتقول ما لا يوصف؟ أنهض إلى طقوس الاستحمام اليومية. أنا محاطة بالصمت، صمت امتد من ليلة الأمس حتى الآن.
يذكرني الوقت الآن بأواخر شهر أبريل. لكنه لم يكن عصرًا، كان في المساء. ولم يكن فصل الشتاء، بل الربيع. لازلت أتأرجح في العمل بين غرفة نومي والصالة. لكنني أدخل غرفة بناتي وأنظر من شباك البلكونة.
يتغير الوقت وتتنقل السحب وهي تطارد بعضها. تغيب الشمس وتعاود الظهور. والآن في صمت غرفتي المُطلة على البلكونة الجانبية، أسمع صوت الهواء كأنه صوت البحر. أفكر مرة أخرى في كيفية تحملي لأكثر من ثلاثين يوم انعزال وعزلة واكتفائي بالعمل من البيت. الرسم نجدة لي، والترجمة أيضًا.
في المساء أحسب عدد الأشهر التي قضيتها عالقة في شقتي بالدور السابع، وأسمع أصوات الفرق الرياضية في ملاعب النادي المجاور لشارعي. بدأت الآن عودة -غير منتظمة- إلى الشارع المعتاد. بدأت أعبره أحيانا من مكاني المألوف، بدأت أبحث عن انعطافات جانبية لتجنب ضوضاء الشوارع الرئيسية؛ وبدأت أتأمل من جديد كيف يواصل الآخرون حياتهم اليومية.
وتركنا البيت
انضمت إلينا الفنانة عاليا لترسم النص الذي كتبته سهير. لم نتمكن من السفر إلى الإسكندرية أو تنفيذ الكولاج. اتفقنا فقط على عنوان المطبوعة: “في غرفة درية”، لكننا لم نستطع الاجتماع مرة أخرى على زووم أو في مكان مفتوح. ولم نتمكن من تنفيذ المطبوعة لظروف لوجيستية مختلفة.
(*) درية شفيق (1908-1975) إحدى رائدات العمل النسوي والسياسي في مصر. وضعت تحت الإقامة الجبرية في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، ثم عاشت في عزلة استمرت لسنوات طويلة قادتها إلى الاكتئاب ثم الانتحار. جمعت راوية صادق أرشيف شفيق وتفاعلت معه صانعة تقاطعًا زمنيًا معها يتألف من صور ونصوص تقف عند أهم المحطات في حياة شفيق، وتداخلاتها مع حياة صادق