قبل أيام تركت السلطات اليونانية أكثر من 500 مهاجرٍ يغرقون على مرأى ومسمع منها على بعد 47 ميلاً بحرياً من جزيرة بيلوس. المهاجرون كانوا يطلبون المساعدة بعد خمس ليالٍ أمضوها في البحر قادمين من ليبيا، لكن السلطات لم تتحرك في بداية الأمر متجاهلة رسائل الاستغاثة.
تعددت الروايات حول ظروف الغرق. ليس من المعروف إن كانت قوات خفر السواحل قد حاولت فعلاً إنقاذهم عندما وصلت إلى المكان، أم أنها دفعتهم إلى الغرق بعد أن سحبت المركب بحبل أدى لتمايله بشدّة وانقلابه، وهناك تضارب في سردها لتسلسل الأحداث وصفته منظمات إغاثية أوروبية بأنه “محاولات للتستّر على الحقيقة”.
ضحايا هذه الرحلة -ومعظمهم سوريون ومصريون وفلسطينيون وباكستانيون وأفغان- انضموا إلى قرابة 23 ألف في عداد الموتى أو المفقودين في البحر المتوسط منذ عام 2015. الموتى تضع السلطات المختصة جثثهم في أكياس بلاستيكية تحمل أرقاماً ثم تدفنهم في مقابر مخصصة للاجئين، أو على حواف المقابر الأهلية في اليونان وإيطاليا وإسبانيا.
المفقودون لا يعلم مصيرهم أحد، يقال إن أسماك البحر تلتهمهم سريعاً، أو إن أجسادهم تتحلل بهدوء في قاع البحر. يقال أيضاً إنهم يلمّون أغراضهم المبتلّة، يحزمون حقائبهم، ويصعدون إلى السماء.