رسم يحتمل أكثر من قراءة، فيه البدايات مبعثرة كما النهايات، تدور وتعيد نفسها بأشكال مختلفة، حيث يمكن للقارئ الانتقال من رسم لآِخر باتجاه اليمين أو باتجاه اليسار كما يمكنه اختيار نقطة البداية أو النهاية، حيث لا توجد خيارات منطقية، هي فقط نسبية تعتمد على حاسّة المتلقي ورغبته الشخصية.
يميناً أو يساراً، شمالاً أو جنوباً، لا تنطبق على “عيون الثورة” حدود جغرافية أو تسلسل زمني، يمكنه الانتشار بكل الاتجاهات، تارةً كثيف بكثافة الأحداث وتارةً ساكن. ينتقل بين الفوضى والعدمية، مروراً بحالات التهجين والتعليب والترتيب، التنظيم والرفض، الثورة.
مقدمة تتكرر حتى انتهاء العمل.
من باريس إلى بيروت، 20 كانون الثاني/يناير 2020: وتحت هاشتاغ “ثورتنا عيونكم” وبعد أن قامت حملة واسعة حول العالم للتضامن مع الثّوار المدنيين والإعلاميين الذين فقدوا عيناً خلال الاشتباكات مع قوى الأمن، قام الكثيرون ومن كافة الجنسيات بالتقاط صور شخصية لهم وهم يخفون أحد أعينهم تضامناً، وبدأت أنا برسم عيون الثورة.
بيروت، 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019: وتحت هاشتاغ “لبنان ينتفض”، أشعل المتظاهرون غضبهم في إطارات السيارات وملأت المدينة سحابات الدخان الأسود مطالبةً بالعدالة الاجتماعية ووقف الفساد.
22 كانون الأول / ديسمبر 2019: غادرت بيروت إلى باريس وقد وصل سعر الدولار إلى 2800 ليرة لبنانية بعد أن كان 1500ل.ل ولم تكن إلا بداية الانهيار الاقتصادي في لبنان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الأول كاملاً
