ما زالت عمليات الإنقاذ وتوزيع المساعدات والبحث عن المفقودين مستمرة، في حين أعلنت السلطات المغربية استئناف الدراسة بدءًا من اليوم في المناطق الأكثر تضررًا
سجل الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز بالمغرب، يوم 8 سبتمبر الماضي، وبعد أسبوع، حوالي 3000 وفاة وأزيد من 6000 جريح. ساعاتٍ بعد الزلزال انطلقتُ نحو مراكش لأعاين الأضرار وحال الناس، وبعدها واصلت جنوبًا نحو آسني فوِيرغان وأمسكين. وعلى هذا المسار، وفي هذه البلدات والقرى التي تتوزع من حولها، التقطتُ هذه الصور والقصص، هل تكفي؟ كل من تضرر من الزلزال لديه قصة مأساوية لكني لا استطيع التقاط صور للجميع، عزائي أن كل صورةٍ لا تحكي حكاية شخصٍ بعينه بقدر ما تحمل شيء من حكايات الجميع. ما زالت عمليات الإنقاذ وتوزيع المساعدات والبحث عن المفقودين مستمرةً إلى اليوم، في حين أعلنت السلطات المغربية استئناف الدراسة بدءًا من اليوم في المناطق الأكثر تضررًا.
بؤس عام
ربما كان جمال وعائلته حسني الحظ، إذ بمعاونة الجيران استطاعت أمه وأخواته وجدته الهروب واستقبلتهم إحدى العائلات، بعد أن انهار منزلهم بحي القصبة القديم بمراكش. أما بالنسبة للأقل حظًا فقد وجدوا أنفسهم مجبرين على النوم، ولمدة 4 أيام متواصلة، في ساحة حي ملّاح ومعهم عشرات الجيران، في انتظار أن تنقلهم السلطات نحو الملاعب والمخيمات المجهزة.
انتظار شديد المرارة
مازلت حبيبة -مثل آلافٍ غيرها- تُرابِطُ منتظِرةً ما ستسفر عنه جهود الأعوان الذين يحاولون إخراج أفراد عائلتها من تحت الركام. استطاع أعوان الحماية المدنية إخراج جثة ابنها (7 سنوات)، الذي كان يستعد لدخول المدرسة هذه الأيام، فقدت حبيبة أغلب أفراد عائلتها، بمنطقة ويرغان التي تبعد 50 كلم جنوب مراكش.
رغم الظروف
في القرية التي يرقد فيها مولاي ابراهيم، الملقّب بـ “عصفور الجبال”، تحركت الأرض وردمت عشرات المنازل وعشرات الأرواح، على ارتفاع 1230 م. لم يحدث، خلال تنقلّي بين الركام والمنازل، أن عبرتُ بأحدهم دون أن يقترح عليّ الشاي والأكل.