«أضرار الأيام الأربعة تجاوزت خسائر حرب الخمسين يوم في 2014»، هذه هي الصورة في غزة عقب تصاعد حدة المواجهات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل… في أيام معدودة أدى القصف الإسرائيلي من البر والبحر والجو إلى تضرر أكثر من 1000 وحدة سكنية، من بينها 560 مبنى باتوا غير صالحين للسكن، ما أدى لنزوح أكثر من ربع مليون مواطن، لجأ نحو 175 ألف منهم إلى 88 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ونحو 75 ألف مواطن إلى 12 مدرسة حكومية، بالإضافة لعدد من المساجد والكنائس.
كمصور في الحرب على رقعة جغرافية محدودة يعيش فيها أكثر من مليوني إنسان محاصرين منذ ما يزيد عن 16 عام، أصور في مركز الإيواء في حي النصر شمال مدينة غزة، تسقط التساؤلات كما تسقط القذائف: هل ستتمكن أكثر من 50 عائلة (متوسط سكان بناية في غزة) من لم أغراضهم والهرب قبل سقوط صاروخ على بنايتهم؟ لو استطاعوا، إلى أين سيلجأون؟ هل تكفي 88 مدرسة وبعض المساجد لإيواء مليوني شخص مستهدفين؟ كيف يمكننا التقاط صورة من مدرسة والتحرك نحو أخرى، بينما الصحافة باتت هدفًا للاحتلال، وتحولت كل سيارة أو ناقلة لهدف حربي، هكذا يبلغنا التجمع الإعلامي الفلسطيني: 8 صحافيين قتلوا، منهم من قُتل مع عائلته، 40 مؤسسة اعلامية تعرضت للقصف الاسرائيلي، كما تضررت بيوت عشرات الصحفيين تضررًا جزئيًا.