عندما تجتاحني رغبة في السكينة أصعد الهضبة وألجأ إلى حديقة السير أللنبي أو كما يطلق عليها الجميع جنينة اللمبي والتي تتوسط حيّ “كفر عبده” السكندري.
على عشب الحديقة المصمَّمة بأسلوب الجاردن سيتي الإنجليزي تتناثر ذاتي، وتتمدد وأحاول أن أكتشف تلك الحركة المتشعبة لجذور العشب فوق الأرض وتحتها، ويكتشفني زوار الحديقة المتنوعون، نتبادل تحيَّات صامتة، وتتكرر التحيات مرة بعد مرة لتصير أُلفةً. وتتصاعد التكهّنات عن بعضنا البعض، عن أسرارنا، حيَواتنا، مآسينا وأفراحنا. أما الوجوه الجديدة الطارئة، فتكتفي بالتلصُّص الصامت والخاطف على فتاة تتجوَّل وحيدةً أو تجلس القرفصاء على العشب شاخصةً ببصرها إلى السماء. وعندما تنتهي من تلاوة صلاتها السرية، تُبادلهم تلصُصًا بتلصُص، وتنسج في مخيلتها قصصًا محتملة لهذه الوجوه المتنوعة.. أفكر في دولوز وريزومياته، وأفكر أيضاً أن هذا الحي نشأ بدرجة من الدرجات بسبب تعب حمار.
مكر التاريخ
في عام 1882. قتل رجلٌ مالطي مكاريََا مصريًا، أي (حوذي) الحمار الذي أخذه في جولة بشوارع الإسكندرية. فحين طالب المكاري بأجرته، منحه المالطي قرشًا واحدًا، ما أغضب المصري، فنشب شجار بين الرجلين، تطوّر إلى مقتل المكاري وفرار المالطي الذي كان يسكن الإسكندرية ضمن جاليات أجنبية متعددة من رعايا بريطانيا وغيرهم.
تحَّولت الحادثة إلى عنف وقتل بين الجانبين المصري والأوروبي، ما عُرِفَ بـ “مذبحة الإسكندرية” وكان ذلك ذريعة بريطانيا لاحتلال مصر بحجة حماية رعاياها سنة 1882، حيث قصف الأسطول الإنجليزي الإسكندرية بالمدافع من البحر وتدمرت أحياء كاملة بالمدينة.
بعد احتلالهم للإسكندرية، اتخذ البريطانيون عدة مناطق لتواجُدهم بها ، وكانت المنطقة التي تسمى حاليًا كفر عبده مقرًا لهم ولعدد من الجاليات الأجنبية سنوات الاحتلال وبعدها. أقام بها المندوب السامي البريطاني كيتشنر (1850- 1916) والمارشال ألنبي (1861- 1936) في فيلته التي تحولت لاحقًا إلى قنصلية تم إغلاقها مؤخرًا. في البداية سميت المنطقة باسمه، ثم تغيَّر إلى كفر عبده، وهو اسم قرية في السويس اشترك أهلها والفدائيون في حركة مقاومة شعبية للاحتلال البريطاني.
تقع كفر عبده السكندرية بين مناطق سيدي جابر ومصطفى كامل غربًا، ومناطق رشدي وبولكلى وجليم وزيزنيا شرقًا، وسموحة جنوب غرب، والظاهرية جنوب شرق، والكفر يستقرُّ على هضبة مرتفعة عن تلك الأحياء الحدودية المجاورة.
كانت المنطقة ترتبط بخط القطار جنوبًا والذي كان يصل بها إلى مدينة الإسكندرية القديمة ومنها إلى العاصمة القاهرة فالصعيد. وفي الجهة الشمالية تم ربطها بخط ترام الرمل الذي أُنشئ في بدايات القرن الماضي، والذي مهَّد للتنوع العمراني بانتقال الحياة والسكن من الحي اللاتيني في الإسكندرية، ثم من أحياء أخرى. وظلّت المنطقة تستقبل الجاليات الأجنبية منذ القدم حتى يومنا الحالي.
تغير النمط العمراني للمنطقة حديثًا مع إزالة المباني الأثرية القديمة، وتزايدت وتيرة عمليات الهدم خلال سنوات الثورة والانفلات الأمني الذي أعقبها. واستبدلت بالأبنية القديمة والفيلات التاريخية أبنية مرتفعة تتناسب مع متطلبات سوق العقار.
أسكن في منطقة بولكلى بالقرب من شارع إبراهيم راجي الذي يربط المنطقة صاعدًا نحو كفر عبده. وهناك عدة شوارع تنحدر من الضاحية الراقية ذات الطبيعة الهَضبية المرتفعة نحو الأحياء الشعبية البعيدة عن البحر والتي تحدها من الجنوب كمنطقتي الظاهرية وزعربانة .
بندق صديقي
أتجوّل في الحديقة وأدور حول تنسيقات الشجر الدائرية كأنني في طواف. ألمح وجوها لحَيوانات مرسومةً على بعض الأشجار، تتضح حداثتها من طزاجة اللون: بومة، زرافة، صقر، قرد، عصفور، كلب..
تصطدم عيني بلائحة تعليمات لأصحاب الكلاب:
◆ تسير الكلاب الشرسة مكمَّمة أفواهها.
◆ تسير الكلاب في الممرات المخصصة لها.
◆ يجب أن تكون الكلاب مرخَصة ومطعمة.
◆ تسير الكلاب مع أصحابها.
◆ تُزال فضلات الكلاب بكيس بعد قضاء حاجتها.
في طوافي بالحديقة، أعلم من زوارها أن فعالية لتصوير الكلاب قد أقيمت في أحد أيام العطلات، ثم توقف هذا النشاط، ولم تتوقف الكلاب عن الطواف مثلي مع أصحابها. يحدث أن يرافقني “بندق”.. كلب شوارع بلدي لا صاحب له.
“بندق” كان الأقرب في تودده لزُوار الحديقة الذين يسيرون منفردين بلا كلاب أمثالي. يحدث أن أسترخي على العشب في سكون، فيقبل علي ويجلس جانبي. يستسلم أحيانًا من هدهدتي له، فيطمئن ويغفو، مستمتعا بمداعبته، أكون معه علاقة إنسانية/حيَوانية، نطوِّر حوارًا، ثم أصُدعه بأفكاري، يتركني بلا مبالاة، ليؤنس زائر آخر يجلس منفردًا.
أشعل سيجارة وأنْفخ أفكاري في الهواء، يمرُّ بِي ثلاثة أطفال، أكبرهم يرتدي قلادة فضية وبضع أساور مطاطية وقد صفف شعره بـ “الجِل”، يبدو في الحادية عشر من عمره. يقترب مني ويسألني بصوت أجش مفتعل: “ممكن سيجارة”، ابتسم: “لا ما ينفعش”. يناور في الحديث محاولًا استمَالتي لمنحه نفسًا، أنُاوره بالسؤال عن منطقته وأصدقائه. يُخبرني أنه من ونجت قُرب زعربانة. يتضافر الحديث حتى يشطح بخياله عن تربيته لكلب شرس ويضيف رفاقه خيالًا على خياله. أمنحهم فرصة الانتشاء بذِكورتهم البكر التي تحاول التفتح في حضوري.
يتحمس ثلاثتهم، ويتبادلون استعراض مغامراتهم. قائدهم يحكي عن هوايته لتربية الحمام “الغيّة”. ويسرد تفاصيل دقيقة عن تربيته وطرق بيْعه لأهالي المنطقة. أتلمَّس صدق هذه الحكاية المروية بشغف. يلمح التماع عيني، فيعيد طلب السيجارة، ابتسم، أُراوغه مُحولة دفة الحديث، ييأس من مراودتي عن سيجارتي، يلمح “بندق”، فيتركني ورفاقه ليشَاكسوه.
“بندق” حاله حال، تارة تجده وديعًا مسالمًا، وتارة مزاجه عَكِر، إذا استشعر اقتراب كلاب شوارع أخرى مقبلة على الحديقة، أو شخص يتوجس منه، أو كلب من فصيلة “هاسكي” القطبية مغلوب على أمره من مناخ مصر. ويحدث أحياناً أن ينفعل على كلاب رواد الحديقة، ويتحول النباح إلى فقرة تسليك بين كلبين. وقد لا يقتصر الأمر على “بندق” وحده، فبين مرة وأخرى تجد كلبًا من فصيل الـ “لولو” أو الـ “شيواوا” صغيرة الحجم، لسبب مجهول ينبح نباحًا متواصلًا على كلب يفوقه حجمًا بضعفين، يحاول مشاكسته. تمنح هذه الاشتباكات بين الكلاب، فضاءً حرًا للمرح الإنساني في طبيعة محاطة بالأبنية.
تتخذ أذناي وضع الترصد، كما أذني “بندق”، أُقيمُ أو أحاول أن أقيمَ علاقة حيوانية مع الحيوان، متأملةً في التناغم الحيوي الأصيل للحيوان مع الطبيعة، والذي ينسج علاقات ولقاءات وتنسيقات مع عناصرها المتنوعة والمختلفة، ومرة أخرى أفكر في دولوز.
شراسة كلاب “زعربانة” وألفتها
قبل هذا الزمن، سنوات ما قبل الثورة المصرية 2011، عملتُ كمندوبة دعاية طبية، كانت مهام عملي تقتضي زيارة عيادات الأطباء والمستشفيات والترويج لأدوية شركتي، كان شارع ونجت وجيرانه ضمن نطاق عملي. أثناء جولاتي كواحدة من بروليتاريا الشركات العابرة للقارات، وبعد تخطي شريط القطار للاتِّجاه جنوبًا، كنت ألحظ وجود كلاب على عتبات البيوت ومحال الحرفيين على تنوعها، مستعدة لتكشِّرَ عن أنيابها أمام محاولات السطو التي انتشرت في المنطقة، وتقابل أهل الشارع بالوداعة. لم تخل أيضًا بعض عتبات البيوت من بضع دجاجات يمرحن وينقرن ما يجدنه من حبوب الأرض.
بالمثل تحظى فيلات كفر عبده بحراسة كلابها الشرسة والتي لن تُمهلك لحظةً للتطفل أو الاقتراب أكثر من اللازم. أجوب الشارع وأروّج لشركتي. أصل إلى شركة النحاس المصرية في منطقة حجر النواتية، آخر شارع ونجت من جهته الجنوبية والذي يطل على طريق ترعة المحمودية وكوبري الناموس الذي يتصل بمناطق مكتظّة بالسكان منها “البكاتوشي” و”جنايوتي” و”الصالحية” و”عزبة القلعة” و”عزبة سكينة”، وهي مناطق مستجدة، تتبع شياخة حجر النواتية.
زاد اقتناء مرتادي الحديقة للحيوانات الأليفة خصوصاً الكلاب، مع ازدياد العنف المجتمعي المرتبط بالمرحلة التاريخية للثورة، وكأنهم يبحثون عن مأوى يمنحهم وصلًا وإن عن طريق كلابهم ..
أمرُّ عبر شركة النحاس المصرية، متجاوزة موقف ميكروباصات الحَجَرْ، وأعبر ترعة المحمودية فوق أحد الجسور المنتشرة بطول الترعة، لأسْتكشف مستشفيات تلك المنطقة. في طريقي يقابلني عددٌ من الكلاب البلدي الضالة، والتي اعتدت أن أرسل لها طاقة تحية وسلام، وألا اتهرّب منها أو أُظهر خوفًا. كانت تستشعر طاقتي وتبادلني التحية، دون أن تتعرض لي، وهو ما أمَّن لي صحبة آمنة مؤقتة، تقيني من التعرض لأي خطر محتمل من مدمني مخدرات المنطقة وعاطليها.
أُنهي زيارتي سريعًا ثم أعود أدراجي، تاركة علامة تدلني على مخرج عند موقف حجر النواتية، والتي كنتُ أحيانًا أعود إليها مستقلةً ميكروباص المنشية إذا ازدحمت الطرق نواحي بحري والمنشية ومحطة الرمل في الجزء الغربي من الإسكندرية.
الآن تحولت ترعة المحمودية إلى طريق سريع يربط شرق المدينة بغربها في ظل مشروعات تطوير محاور الطرق السريعة التي وفرَّت سرعة الوصول لأماكن متفرقة في الإسكندرية. يفتقر الطريق رغم اتساعه لقواعد السلامة للمشاة من الأهالي الذين يعبرون الطريق يوميًا، وارتفع معدل الحوادث في بداية افتتاح الطريق.
مع ردم الترعة التي أمر محمد علي بحفرها في 1807، رُدِم تاريخ طويل لآلاف للفلاحين الذي ماتوا أثناء حفرها، بسبب قسوة العمل أو بسبب الطاعون. وقد ساهمت في نشره كناقل للوباء براغيث جرذان السفن التي كانت تمر عبر الممرات الملاحية.
خيول قرداحي وقصره المنيف
بِترْكي لشَارع ونجت جنوبًا، والعودة شمالًا إلى شارعي قرداحي و صادق الدريني أمرُّ بقصر جورج قرداحي تاجر القطن الثري ذي الأصول السورية، المشيد عام ١٩٠٥ويعتبر أقدم مبنى في المنطقة. جزء من أراضي القصر كان قد خُصص لاسْطبلات خيول بامْتداد الشارع الذي يرتفع باتجاه حديقة اللمبي. فكان للخيول حضور مميزًا في المنطقة، وربما كان لها دورًا في سباقات نادي أصحاب الجياد الذي يقع في سموحة القريبة من كفر عبده.
لم يقتصر اقتناء الخيول على الأثرياء فقط، وإنما شمل سكان زعربانة القريبة أيضًا، ولكن تلك الأخرى غالبًا أحصنة جرّ عربات، كانوا يخرجون بها في أجواء احتفالية وقت العيد، وكانت تتسع لهم حديقة كفر عبده، ذلك حتى السبعينيات من القرن الماضي، وهو ما أكده لي الشاعر والكاتب علاء خالد مؤسس مجلة “أمكنة” الذي ألقاه دوماً في جاليري فراديس بِشارع قرداحي مقرّ عمله، وحلقة وصله بالأوساط الثقافية وشباب جيلي بالإسكندرية وخارجها.
محاولة وصل
أصعد شارع قرداحي متجهةً إلى الحديقة، مارة بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي كانت تنشط أحياناً وتفتر أحياناً أخرى مع تزايد أعداد السوريين والليبيين الذين فروا من اضطرابات بلادهم.
تغيَّر نسيج الحديقة الاجتماعي عبر السنوات العشر الماضية، سنوات الثورة العنيفة، فمنح فرصةً للتنوع ولإقَامة صِلات إنسانية خفية وخفيفة بين مرتادي الحديقة الذين زاد اقتنائهم للحيوانات الأليفة خصوصا الكلاب، مع ازدياد العنف المجتمعي المرتبط بالمرحلة التاريخية للثورة، وكأنهم يبحثون عن مأوى يمنحهم وصلًا وإن عن طريق كلابهم، في تجوالي أسمع أحاديث سريعة التكون بين فتى وفتاة / رجلين/عائلتين/ نساء، عن كلابهم، حديث من نوع خاص، في عالم مواز، يحتمل إمكانات بديلة للتواصل.
أرى وجوهًا ملتحية ومنقبات بجوار عائلات أجانب يأتون مع أطفالهم لموقع الحديقة القَريب من مدارس وقنصليات أجنبية، وأفارقة أيضًا وَشوَام، إلى جانب المصريين من طبقات اجتماعية وأعمار مختلفة، تجمع كل هؤلاء ابتسامات مؤقّتة على مشاكسات الأطفال للحَيوان /الحيوان للبشر/ الحيوان للحيوان، كأنهم جميعًا يبحثون عن رئة طبيعية تستنشق هواءً طازجًا..
هنا أرى وجوهًا أيضا لشباب يأتون بكلابهم المُشرسة من منطقة زعربانة الشعبية جنوبي كفر عبده، التي كان قد خصّصها الإنجليز سابقًا لسكن عمال الخدمة بمُعسكراتهم. تختلط الطبقات باختلاط كلابها، اختلاط سريع، لحظي، مؤقت. لم تعد حيازة الكلاب مقصورةً على الأجانب والطبقات العليا والمتوسطة للمدينة، بل تخطتها لتمدّ حبالًا يمسك بها أصحاب الطبقات المتنوعة حيواناتهم، بإحكام، ربما كان إحْكاما تخيلياً للحياة الوحيدة المتبقية في ظلّ شظف العيش، الذي حاصر الجميع، وخلخل النسيج الاجتماعي محرِّكاً الطبقات في اتجاه الصعود أحياناً، والهبوط في أغلب الأحيان، ومتذبذب يمنة ويسرة على نحو مضطرب. تداخَل النسيج المجتمعي إذن، مشكلاً كثافات وصَيرورات وخطوط التقاء جديدة..
رئة بديلة
“انتِ يا زِفتة”، تصرخ بانفعال، امرأة في نهاية الأربعينات، أراها تُطعم القطط بانتظام، في سنوات ترددي على الحديقة بعد بدء الثورة بعدة سنوات، كان لها حضورًا يحمل سمات الرحمة والسيطرة في ذات الوقت، صوتها جَهوري، يعلن عن ذاته، وعن احتياجه للقرب الإنساني؛ لكنه قرب مشروط بطريقتها التفاعلية، كأن القطط منحتها ذاتًا مسيّجة بالأشجار مدببة الأغصان، جعلتها تجذب أشباهها الذين يملكون حواف مماثلة من رواد الحديقة للتحاور معها ومشاركتها طقوسها اليومية في الإطعام.
كبار السن لهم نصيب في فلك الحديقة؛ فتراهم يمدون حبال وصل مع الحياة بحيواناتهم أيضًا لتقيهم عزلة الشيخوخة والجائحة معًا.
أرى أيضًا وجوهًا ملتحية ومنقبات، بطبيعة الوجود السلفي المنتشر في نواحي كفر عبده وونجت والمُغُذى من شرق المدينة، بجوار عائلات أجانب يأتون مع أطفالهم لموقع الحديقة القَريب من مدارس وقنصليات أجنبية، وأفارقة أيضًا وَشوَام، إلى جانب المصريين من طبقات اجتماعية وأعمار مختلفة؛ من المنطقة أو من مناطق بعيدة جاءوا للتنزه.
تجمع كل هؤلاء ابتسامات مؤقّتة على مشاكسات الأطفال للحَيوان /الحيوان للبشر/ الحيوان للحيوان، كأنهم جميعًا يبحثون عن رئة طبيعية تستنشق هواءً طازجًا، بعد أن هدد وباء الكورونا رئات البشرية بالاختناق، استعاضوا برئة الحديقة ورئات الحيوانات، عن مآسي العزلة. لا يمنعهم إغلاق الحديقة أيام العطلات الرسمية طوال أيام الجائحة، فَأتحايل مثلهم، وأتجول معهم ومع حيواناتهم في الشوارع المجاورة بالمنطقة، أستنشق هواءً طازجًَا.