نهار واحد نوفمبر 2020 تم إقرار التطبيق الرسمي للحجر المنزلي الثاني
هاذ المرة ما اضطريتش للعمل على عكس المرة لي فاتت، فالشي اللي حصل أني لقيت روحي قاعدة في الدار لأنه ماعنديش عذر باش نخرج
المفارقة هي أنو في المرة الأولى كنت حاسة بقلق من تواجدي في الصفوف الأولى للكوفيد، وهاذ المرة حاسة بقلق من كآبة تواجدي الدائم في البيت..
يعني الانسان ما يقنعش
الشيء الوحيد لي حاسة روحي قاعدة ننجز فيه في هاذ الحجر هي أني نبعث ايمايلات
هاذ الأمور لي كنت قادرة نقولها وجه لوجه في الظروف العادية في مقابلة طويلة ولا قصيرة، كلها عادت تتقال عبر الشاشات
ما كنتش عارفة بلي لازمني أشهر طويلة من الحجر بش نكتشف قدماه أنا شخص يحب الناس يكونو حوله
قدماه نحب وجوه الناس وضحكاتهم وقدماه نحب نسمع صوتهم
وبلي رح يجي النهار لي نأسف فيه على اللحظات اللي كنت فيها مع رفقة ولا حتى وحدي وبدل ما نقعد نحس واش تراه يحدث، ننغمس في الشاشة تاعي
لكن هكاك نقول لروحي بلي هذاك الوقت كان الأمر خيار نوعا ما، بينما الآن ماعندناش أصلا أشياء أخرى متاحة نقدرو نديروها
أنا راضية طالبة مقيمة في فرنسا، وبما أني نحكي عن الأشياء القليلة المتاحة في هاذ الظروف، قررت نهبط للسوق الأسبوعي
(صوت البائع: معدونس، نعناع وكسبرة؟ / المتسوقة: هل أجد عندك كرفس؟ / البائع: لا بعت كل ما تبقى)، (بائع آخر: الكليمونتين، 3 كيلو بـ 3 أورو)
في الضاحية الشرقية لمدينة ليون كاين السوق المفضل عندي، نقدرو نعتبروه أكبر أسواق الجالية المغاربية هنايا، سواء من الباعة ولا المتسوقين
في السابق هذا السوق كان فيه كل لوازم البيت وتجهيزاتها، أواني مفروشات وأجهزة الكترونية
لكن في وقت الجائحة خلاوه مخصص للطعام، وأكثر من ذلك يوقفو الحافلة لي توصلنا ليه كل يوم أحد ويبقاو الناس لي يسكنو بالقرب، لي يقدرو يروحو بسياراتهم أو لي يحبو يمشو كيما أنا
سمعت لي يبيعوه هنا وهوما يحكيولي على الصعوبات اللي يواجهوها في هذه الأزمة
(البائع: والله السوق تقريبا لا يعمل، ميت، في الحجر الثاني بعد ما غلقوا الدنيا على لي يبيع الدبش (الملابس) والأمور الأخرى، مات السوق… ووقفوا الحافلات بسبب العدوى، باش ما تكثرش العدوى، كل نهار أحد أثناء السوق يوقفوا الحافلات)
(البائع 2: الحجر الأول، والله ممكن يعني كان أكثر قسوة، والحاكم كان أكثر صرامة، بالنسبة للحجر الثاني الشرطة أقل شدة من المرة الأولى)، (البائعة: الباذنجان… 1 أورو)
لما سقسيتهم إذا خايفين بسبب احتكاكهم بأعداد كبيرة من الناس، وكونهم معرضين للمرض، كاين اللي كان خايف من انتقال العدوى، وكاين من عايش حالة إنكار أصلا لتواجد المرض من الأساس، وكاين اللي مش متأثر لأنو إيمانو قدر يوصلو لراحة نفسية ومش حاسس بخطورة
البائع: الحاجة تخوف، حنا نخدمو خايفين، حاجة مش سهلة.. اللي ماقاسوش المرض ليه ولا لعايلتو ولا لواحد يعرفو، ما يقدرش يهدر (يتكلم).. أنا جربتها.. يما ربي يرحمها.. عندي يما توفيت ربي يرحمها بهذا المرض الخبيث
(البائع 2: أنا ما نعرفش واحد مات بالكورونا، لا هنا ولا في الجزائر..
نحن على اتصال دائم ويومي بالجزائر، لا أعرف أي شخص توفي بالكورونا، وهنا في فرنسا ولكوني تاجر كل أصدقائي ومعارفي الكثر ولا واحد منهم مات بالكورونا..
هذا كل شيء، هذي كورونا ما هو غير اجراء بش يوقفو المظاهرات العالمية، الأمر سياسي فقط)
(البائع 3: شهدت لواحد، مات بكورونا ورحت شهدت له وما خفتش، حتى والدتي انزعجت قالت لي: أنت مهبول؟ حاجة ربي، مانيش خايف صراحة أنا مانيش خايف، لي جابها ربي مرحبا)
في الحقيقة مش فقط كآبة الحجر فقط هي اللي خلاتني ننزل للسوق، أنا نقوم بهاذ الشي بشكل دوري، لأنو بالإضافة لجودة الخضر والفواكه لي نلقاها، نزيد نلقى جو الدزاير لي نتوحشو
التعاملات هنا فيها حميمية ولطافة بعيدة على الرسميات… إذا ماعندكش الصرف البائع يمدلك حوايجك ويستناك تروح تصرف وترجع، وإذا ناقصك شوي سنتيمات وهو ماعندوش الصرف يقولك السماح السماح