قبل عدة أشهر، نشرت مجموعة من صور اللوحات الإعلانية المهترئة والفارغة التي ألقاها وأراها على الطرق في لبنان. كانت هذه الصور ضمن مشروع بدأته عام 2020 أثناء تفشي وباء كورونا، وبعد انتفاضة تشرين، أحاول من خلاله التقاط أثر الأزمة على اقتصاد البلاد والحياة فيها.
آنذاك كتبت في تعليق على صور “العطل”.. هذه ليست لوحات إعلانات : “في كل مرة كانت هناك انتخابات، امتلأت اللوحات الإعلانية بوجوه السياسيين والشعارات التي، لو تم تطبيقها، لكان لدينا نظام سياسي ومجتمع من الأكثر كمالًا ومثالية”.
مع اقتراب الانتخابات التي تفصلنا عنها أيام قليلة، يبدو الأفق على الطريق السريع مسدودًا بصور الناخبين وشعاراتهم وإعلاناتهم، كيف لا وهناك 718 مرشحًا و103 قائمة، أكبر عدد عرفته الانتخابات على الإطلاق.
تبدو الوجوه والشعارات وكأنها تدور في حلقة أثناء القيادة على الطريق السريع، تحجب امتداد نظرنا، ومن لوحة إلى لوحة تقفز العيون وكأنها تحاول النجاة أو أن تجد مخرجًا، إنهم يحاصرون نظرنا.
لا يسعني إلا أن أتساءل عن عبثية ما أراه في بلد فشل في جمع نفاياته.
هذه الصور التقطتها لنفس اللوحات الفارغة التي صوّرتها قبل أشهر، مع لوحات إعلانية جديدة أخرى، كم هي صاخبة وممتلئة الآن، لدرجة تصيبنا بالدوار.