مطلع الصيف، التقطت هذه الصور في منطقتي عين المريسة والروشة، حيث الناس يتمتعون بما تبقى من المساحات القليلة التي ظلت عامة وقريبة من البحر في بيروت. لحظات المتعة تقطع الطريق على ساعات العمل وآلام البطالة وانهيار العملة، الاستمتاع عصيانٌ للاختناق، وقوف ضد الإقصاءات الطبقية والسياسية والاجتماعية، يبدو الإعلان عن البهجة في الفضاء اللبناني العام كما لو أنه فعلٌ مضاد للسلطة التي نهبته.
على شاطئ عين المريسة، أحد أقدم أحياء بيروت الـ 12 الأساسية. سميّت عين المريسة (المرسى) لأنها كانت ميناء صغيرًا ترسو عليه القوارب والمراكب الصغيرة، وما زال إلى اليوم هوى صيادي السمك المحترفين منهم والهواة.
يتعلم الأطفال السباحة اليوم في نوادٍ خاصة، في الماضي كان البيارتة يتعلمون السباحة في البحر لأن الشاطئ كله تقريبًا كان نظيفًا ومفتوحًا للجميع. (عين المريسة)
على متن قارب صغير، يتفرج الآباء والأبناء على نتوءات صخرية وأسماك قريبة من السطح، لم تعد الأحياء البحرية بنفس التنوع الذي كانت عليه في الماضي، قبل أن يتلوث ماء البحر من مجارير المصارف الصحية والمكبات. (الروشة)
منذ الخمسينيات تنتشر صورة تروج للبنان بثلاث رموز: الروشة وبعلبك ونساء على الشاطئ بالبكيني. هؤلاء قلما يأتين اليوم إلى الشواطئ المفتوحة، الشواطئ العامة أصبحت تقريبًا حكرًا على الرجال. (عين المريسة)
في دراسة مسحية نُشرت في 2015، أجاب 29% من العينة بأنهم لن يذهبوا إلى الشواطئ العامة لأنهم سيشعرون بالحرج إذا رآهم شخص يعرفهم، فهناك وصمة مرتبطة بالشاطئ العام، مرتبطة بأن الفقراء فقط هم من يذهبون إليها. هل مازال الأمر على حاله اليوم، بعد الأزمة؟ (عين المريسة)
يختلف مرتادو الشواطئ العامة بشكل ملحوظ عن مرتادي النوادي الشاطئية الخاصة. هنا تختلط الفئات الاجتماعية والاقتصادية والعمرية. (عين المريسة)
هل يظل القليل الذي بقي مفتوحًا للناس من الشواطئ حرًا من المستثمرين؟ (عين المريسة)
تمّت خصخصة أكثر من 80٪ من طول 220 كيلومترًا من الخط الساحلي للبنان، بين ممتلكات خاصة ونوادٍ وفنادق تمتد على طول شواطئ البلاد. (الروشة)
قد تنطلق الموسيقى من مكان ما، من مجموعة من الشبان، من سيارة عابرة، من محلات قريبة. الأطفال يصرخون أيضًا ثمة عائلات وشلل أصحاب ومراهقين ورجال، للساحل العام أصواته الخاصة. (عين المريسة)
بعضهم يتكاسل تحت مظلة بسيطة أو كراسي وشيشة جلبها معه من البيت، المتعة مكلفة أكثر من أي وقت مضى هذه الأيام، البعض يحضرون أطعمتهم ومشروباتهم وأراجليهم معهم من البيت. (عين المريسة)
من بعيد تهدر الزلاجات المائية النفاثة Jet Ski في عرض البحر على الأمواج. كلفة استئجارها ربع ساعة تتراوح ما بين 700 إلى 800 ألف. (عين المريسة)
الصيادون ما زالوا يأتون فرادى وجماعات، بعضهم بحثًا عن لقمة العيش وبعضهم بهدف التلهي وتزجية الوقت في يوم عطلة، في الحالتين لم تنج الأسماك من أزمة لبنان، حاصرتها الفضلات وأفنى بعضها الصيد الجائر. (عين المريسة)
ارتفعت أسعار تأجير القوارب بشكل كبير مثل كل شيء، معظم من يلتقطون الصور في القوارب سياح. (الروشة)
انقطاع الكهرباء وشح الماء وارتفاع الأسعار جعل الغطس في البحر طريقة من طرق النجاة من صيف 2022. (عين المريسة)
كورنيش الروشة
______________________________________